السبت، 22 مايو 2010

المــســتــحـــيـــل....

يشاركنا في المؤتمرات ويوقع عنا القرارات، ينوب عنا حتى في الندوات، يسكت الخَلْقَ فينا والإبداع، يسكت طاقاتنا ويوفر جهدنا في تحقيق ما نريد ليجعلنا نكرر أنفسنا في الأقوال والأفعال، فيوقف أحلامنا وينهي آمالنا
ولأنه مستحيل أصبح جارا لأفكارنا وشريكا لتوقعاتنا ، فأصبحنا نتنفسه كما الهواء ونستهلكه يوميا كالخبز والماء
يطغى على جُلّ الأحداث ، فترى الإرادة في حضرته مذلولة والعزيمة في عداد المفقودين
فإذا ما تساءلت بين الرفاق هل يمكننا أن نغير واقعنا، قالوا مستحيل!
وإذا سأل المواطن الدولة، هل يمكننا أن ندفع بأنفسنا نحو مراكز متقدمة في كل المجالات أجابت مستحيل!
وإذا سألت البلدان بعضها البعض هل يمكننا الاتحاد كعرب لنكون قوة واحدة صرخوا مستحيل!
ولأن المستحيل بات رفيق درب لنا تراه إجابة بديهية وَجِدُّ واقعية لما نتمناه وما نصبوا إليه، ففقدنا الإلمام بقيمة السعي والمثابرة المقرونة بالإرادة والعمل وليس الاستحالة كردة فعل للقول..

وفي رأيكم لماذا نستعمل كلمة مستحيل أكثر من استعمالنا لكلمتي نريد ويمكننا؟
وهل سنرمي الأسباب أيضا على الظروف ونوجه أصابع الاتهام لقلة الإمكانيات؟
أم هو ضعفنا وتكاسلنا في المحاولات الجادة والاكتفاء بما لدينا كنتيجة حتمية ونهائية لما نراه فعلا مستحيل؟
لماذا نضفي على كل أمانينا صفة الأحلام والأوهام؟ ولماذا يسيطر الخُمُول بخيوطه العنكبوتية على إرادتنا فيوقعها في فخ المستحيل؟
لماذا نخدر عقولنا بالعجز ونقيد أفعالنا بالرضوخ لإملاءات الظروف وعدم المحاولة لتغييرها؟

الثلاثاء، 18 مايو 2010

بيت أبيض وقوانين سوداء وقرارات حمراء
                                           "البيت الأبيض"

لاأدري ما سر هذا البياض الخارجي إن كانت اغلب القرارات دموية في معظمها فهي تكون في الأول والأخير تدميرا للشعوب لا لحكماها في المجمل

وبعد حصول النتائج السوداء المطلوبة بوقوع الضحايا وما أكثرهم وهي نتائج حتمية لتلك القرارات الدموية تتبعها مباشرة قرارات بيضاء من بعث طائرات محملة بالمساعدات لضحايا الحروب المفتعلة (من طرف ذلك البيت طبعا) وفريق الإنقاذ وجيش (القبعات الزرق) لا ندري إلى الآن أهو للحراسة أم للشراسة.

وكأن الولايات الامريكية تحمل بيدها اليمنى مدفعية وبيدها اليسرى منديلا تمسح به بعض الدموع وتلوح به مشجعة للسلام
وبنفس القلم توقع على شهادات الوفاة لملايين الأبرياء وتوقع على معاهدات السلام

يأخذون بعض الصور لأنفسهم مع بعض الحكام وهم مبتسمين وحين يدمرون بلدانهم يأخذون لأنفسهم صورا أخرى مع المقاومين والمناضلين وهم أيضا مبتسمين

نفس الابتسامة نجدها في كل الحالات في مقدمة الصور والإعلام، فلا أدري هل هي ابتسامة غدر ام ابتسامة نصر في مطلق الاحوال فأيا كانت خططهم ينفذونها بإحكام
وبعد ذلك كله نقول
بيت أبيض إن كان هذا هو البياض فحمامة السلام عليها أن تكون سوداء

الثلاثاء، 4 مايو 2010

                                             هـــذا حالـــنـــا

نكون رفاق وأصدقاء حينما تجمعنا المصالح ونكون ودودين وطيبين حين تجمعنا الأفراح، ومبتسمين وسعداء طالما نسمع ما يعجبنا، تتغير ملامحنا بتغير أحوالنا..

وفي انقلاب مفاجأ تجدنا على عكس ما كنا فَتُدَقًّ طبول الحرب عند النقد وترقص المسبات على أنغام الشتائم، فنتذكر عفويا مساوئ الشخص وننسى المميزات

فتبدأ حفلة الاحتقار والبغض يجد له مكان شاسع في القلوب فيحتلها دون هوادة

ثم نهدأ كنسيم الربيع مع أول لقاء للمصالح من جديد فنسترجع الذكريات الطيبة لنفس الشخص ونهلل بإنجازاته العظيمة لما لا طالما لا تتعارض المصالح!؟

وتبقى دورة التقلبات بين بني البشر منذ بادئ عهده بالوجود بين غضب وإعجاب لنفس الشخصية ولأننا بنوا البشر تطغى على تصرفاتنا التناقضات

نفتح موضوعا هنا للنقاش لماذا هذا حالنا في الغالب؟ لا نتفق مع انفسنا في شيء ولا توجد لنا ثوابت في الآراء ولا الأفعال؟ لماذا لا نتذكر أخطاء الآخرين عند الفرح وبالعكس عن الغضب لا نتذكر مميزاتهم؟

أين كظم الغيض منا وهل يستطيع الإنسان العادي كبح زمام نفسه عند الغضب؟

الأربعاء، 7 أبريل 2010



دائما كنا نسمع فيروز تغني "عيونا إليك ترحل كل يوم"

وتبادر إلى ذهني لو أن العيون وهي راحلة تصطحب معها الضمير العربي وبعض الجنود

لكانت القدس اليوم حرة وليس بحاجة إلى العيون بما فيها الأهذاب والجفون

ولطالما استغربت بعض القادة العرب فردودهم تبدو واحدة وكأنهم توائم مشتتون بكل البلدان، ردة أفعالهم لا تخرج عن فعلين اثنين: نحن نندد ونحن نتحفظ

وددت لو أنهم يستعملون كبقية قادة العالم أفعالا أخرى ويخرجوننا من سآمة الملل وكآبة الروتين
مثلا: يعترضون أو حتى يرفضون ، يمتنعون، ويجرون جيوشهم هم أيضا ويهجمون ويحررون

لكننا في كل حفلة كرامة نتغيب ومنذ زمن بعيد استقالت العزة من دربنا وكما تقول ماجدة الرومي اعتزلنا لكن هاته المرة ليس الغرام بل الثار لعبروبتنا والانتقام

تمنيت أننا نبعث جيوشنا في رحلة استكشافية يطبقون فيها ما تعلومه ويتحفوننا بطلاقتهم فيزورون فلسطين ينظفونها من وساخة الصهيون ويعرجون على العراقة ينزلون ما بها من عناكب المجد ويطردون الحشرات الالأمريكي
ولكن هيهات ربما أشك أيضا بأن حتى الأسلحة التي يضعونها للتزين هي ألعاب بلاستيكية

وكما تتحفنا أم كلثوم ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدينا غلابا