السبت، 31 ديسمبر 2011

2011-2012

رحلت سنة وأقبلت سنة وكأي سنة تأخذ منا عمرا ونأخذ منها درسا .. 
الكثيرون فهموا الدروس السابقة ولاقوا النجاح
والكثيرون أيضا يحتاجون إلى دروس إضافية لأنهم لم يفهموا بعد...

2011 كانت مليئة بالمتناقضات جميلة أم سيئة لا يهم فقد مرت
جرت العادة في مثل هذه المناسبة أن أتمنى أشياء 
سأكسر القاعدة هذه السنة ولن اتمنى شيء 












الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

حوار مع صديق من الزمن الجميل



أعلم يا صديقي أن تفسيراتنا للهوى متناقضات 
وأن الغريب عندك جدا هو بالنسبة لي من المُسَلَّمَات
وأن كل جُمَل الأقدار تقرأها أنت يمينا وأنا أتهجاها يسار
وأن الفرق شاسع بين البركان وجبل الجليد
وأن كل شيء مهما كان بسيطا عندك لابد له من دليل
لكن هل تجزم حقا أن العشق خرافة أم هي أساطير الأولين؟؟






أتعلم يا صديقي كم من الوقت يحتاج الحب كي يعبر خط المستحيل
وكم من جدار حياء يكسر حتى أبلغ أنا حد الاعتراف باليقين
وكم من ألف ليلة وليلة أطلنا الحكايا احتيالا على الفراق
وكم من نجمة أعدها سهوا كل مساء
طبعا لا تعلم لأني وحدي من يتقن فن العدّ اشتياق




وهل أعلم أنا عن قوانينك شيئا في ظل جموحي
وهل تستطيع ثورتي السكون عندما تأمرها أنت بجنون
وهل أنصفك أم أنصف نفسي فيك
ولأنك نفسي أحررك مني وأبني كل لهفتي للمجهول
صديقي؟ .... ربما من يدري غيركم
فالنّسبيَّة في عرفكم أطاحت بكل المنطق وأجزاء التوقعات



....... يتبع



الجمعة، 18 نوفمبر 2011

فــي مـعـتـقــل العـشــق

في معتقل العشق..... 


وكأي بلد خال من دمقراطية الحب بصدق

لا أتذكر كم مرة صُلبت 

ولا إن جئت طواعية حتى أم جُلبت 

إن كنت هنا منذ مائة عام مضت

أم عساني هنا وُلدت 

لا أتذكر كم مرة سُئلت 

وكم مرة أجبت 



وكأي نظام فارغ من مصطلحات العفو والعتق

لَاكَني الوقت 

واجترني الزمان 

ومَلَّني المكان

وفي كل الأحوال صُرٍّفت

جربت الإنكار 

وبالجفاء عوقبت

حاولت التمرد 

وبالانتظار جُلٍدت

وفي أول محاولة للهروب اغتالني الشوق

في معتقلك سيدي

لا يوجد وساطة 

ولا رفْــق

ولا تساهل 

ولا حتى أمنية قبل الشنق

لا تحقيق ضمن القوانين

لا محاميــن

لا عدالــة 

وأحاسب فيه كأسوأ المجرمين

فيه فقط أنتَ وحريتي المنفية وراء الصمت

نعم فيه أنت 

وكأي حاكم ظالم سيطرت

لا أنت ترشحت ولا انا لك انتخبت

كمواطنة عربية 

مغلوبة على أمرها وافقت

وعلى كل ما قلت صادقت

لذا أطالب بإسقاط نظامك جهرا

حتى لا تموت ٍفـيَّ حريتي قهرا 

وإن كان عشــق!!!! 

فلا عشق يعيش داخل معتقل .........



الجمعة، 23 سبتمبر 2011


جاءنـــــي ليعاتبي


لماذا مني تهربيــــــــــــــن
ولكل توسلاتي ترفضيــــن
لماذا بكلماتي تستهزئيـــــن
وعن ودي وحناني تصدين

لما عن قربي ورفقتي تبعدين
وبهجري تتشبتيــــــــــــــــن
وعن نهاراتي تغربيــــــــــن
لماذا بآمالي واحلامي ترمين
وابعادي عن حياتك تتقصدين

لماذا عند بوحي بكلماتي لا تصدقين
ومهما كانت كلماتي لا تسمعيــــــن
أجدك من همساتي تصرخيــــــــــن
وإلى انفعلاتي تطربيـــــــــــــــــــن

لما انتي من امنياتي تتسلليـــــــــــن 
ومن شغفي ذكريات للغد تحيكيـــن
لما لحظات الشوق معي تنبديــــــن
وصراخ قلبي وحنينه إليك تُسكتين

لما علي أن أجري وراءك كثيرا وانتي لغرامي تصدين
لما في ثورة عشقي لكي تتمرديــن 
وبكل تودداتي تحتاريــــــــــــــــن
لما علي أن أترقب قربك وأحلم أنك أمامي تتدللين
لما على إدخالي في متاهة الشك تصريـــــــــــــن
لما في قمة شوقي لك تقفيــــــــــن
صماء بكماء من دون حراك تتفرجيـــــــــــــــــن

غاليتي لما هذا السكون امام حب جارف تفكرين
هل علي أن أجمع كل أدلتي من دمي ودموعي لعلك تصدقين
وأحلف وأعد وأتوعد أمام الناس حتى تقبليـــــن
لما كلما أقترب أجد كل أبواب قلبك تقفليــــــــن
لما عند كلماتي انا آذانك تغلقين
وعن الرد عاجزة تصمتيـــــــن
وعن رؤية مشاعري عيونك تغمضيــــــــــــن

لماذا.......
لما.........
لما.........

سطر مائة استفهــــــــــــــام
وأجبته بصمت الكـــــــــلام
فيا سيدي.....
ليست لدي قصورا شامخـــة
ولا قلعة وجدرانا مانعة تحميني من رغباتك
لم أعتد أن أنحني لسحابة نزواتــــــــــــــــك
لما أقبل أن أكون بطلة في إحدى رواياتـــك
اسما مشطوبا بين اسماء كثيرة في لائحتك

لما أختار أن أكون رحلة من سلسلة رحلاتك
مكانا زرته وستنساه عند فكرة جديدة تجتاح مخططاتك
لما علي ان اكون واحدة تعلقت بها وأُصبح في المتحف مع بقية اثاراتك

سيدي هل علي ان اكون كأية قافلة مارة في احدى سفراتك
هل من الطبيعي ان اكون سطرا عابرا في حكاياتــــــــــك
بيتا في قصيدة مع مجموعة من معلقاتـــك
هل اتقبل ان اكون لعبة وتسلية لتفاهاتـــك
إرضاء لحالة طارئة من مختلف حالاتــك

هل اكون رغبة اليوم وواقعا غدا وحبيبة سابقة بعدها في مذكراتك
هل علي ان اتعايش اليوم مع ادعاءاتــك
واتذوق المر بالغد تماشيا مع تقلباتـــــك

فعذرا سيدي ......
اختر لنفسك من النساء ما تشــــــــــــاء
وحاورهـــن جميعـــــــــا
وذاعبهـــن كلهــــــــــــن
الا انا........
الا انا.......
لن اكون مرتعا لنزواتك

فبين الحب وأشباه الحب فرقا شاسعا 
وخطا فاصلا تعجز اختراقه كل تطلعاتك
وبيني وبينك حصنا مانعا من الصفاء يفوق تخيلاتك

فعذرا منك سيدي...... 
لست انا......
من تكون فريسة سهلة في فخ مغازلاتك
لن أكون رهانا مفرحا لبعض سباقاتـــك
فعذرا.......
عذرا.......
تقبل أن تفشل واحدة من إحدى مغامراتك


صورة
التوقيع

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

قالت شهرزاد

قالت شهرزاد:
يُحْكَى سيدي أنه في مكان غير بعيد عن هذه البلاد
كان هنالك للطيبين قريب وللظالمين أكثر من بعيد
قال شهريار: ومن هو؟
قالت: أشد قوة من عنتر بن شداد
وأكثر فراسة من طارق بن زياد
يحسب له ألف حساب 
لا يَهَابُ معركة أو جهاد
فقال: إذن كيف هو؟
قالت: لا يُعرف له لون فهو عند البعض بياض
وعند آخرين شديد السواد
ليس بقصير ولا بطويل
لكنه يُفْحِم الرجال الشداد

احتار شهريار في أمره: أتراه ملكا من الملوك؟
وحش كهذا ربما جيوشه على الحدود...
فاسترسل قائلا: وهل هو ملك؟
قالت: ليس بملك ولا له علاقة بالمملكة ولا الإمارة
لا يضع قوانينا ولا يُوَقِّع عهود

فتنفس الصعداء بعد أن حمد الله وشكره
فليس له من منافس ولا هو بتهديده مبارز
ثم قال: أَمَا وأنه ليس بملك فليكن كائن من كان
أكملي!
ضحكت ثم قالت:
وهل الخشية من الأمراء والملوك
أو من الفرسان والقياد

عادت الحيرة إلى محياه مجددا
فسألها: وهل هو فارس من الجيش
قالت: هو فارس لكنه لا يمسك بسيف
فبعض الفرسان بقلمهم يبارزون
لا يخافون ولا يرتعبون في الظلام 
وأيضا في واضح النهار
لا الرماية هوايتهم ولا المسايفة همهم

قال: إذن هو كاتب أو شاعر
قالت: ليس بكاتب ولا شاعر 
لكن له صيت وداع 
كأشعة الشمس جلي لا يختفي

تلعتم يهمس: من ذا المهاجر 
الذي فاقني شهرة فلربما شعبي له مناصر
قال: وهل يصدقه الناس
قالت: مجبرين وطائعين 
يقدمون له الولاء راكعين وساجدين
ومن حاد عنه أخذه الضياع
وللهلاك هو مباع

صاح الملك: أما قلتي أنه ليس بملك
قالت: وأنا عند كلامي ومن قال أنه ملك

قال: أما قلتي أن الناس له طائعين راكعين وساجدين
قالت: وهل الركوع والسجود للملك

قال متعجبا: وهل هناك من هو أكثر من الملك
قالت: طبعا وأكثر بل أكيد

ثار غضبه ونادى بصوته الجهوري: أين السياف
قالت: وهل ينزل السيف على رقبتي إلا بإذنه

زاد غضبه وقال: وهل تظنين أنني مشاوره في أمري
قالت: أنتَ لا تستطيع شيئا إلا بإذنه

اشتدت ثورته: وأخذ السيف من يد السياف ويده ترتجف
فقالت: وأظنه هو من جعل يدك ترتجف 

قال: ألم تري أن وقاحتك قد زادت
قالت: عفوا فهو من جعلني أتحدث وجعل لساني به وله لا يصمت

قال: ألم يحن الوقت أن تقري وتعترفي من حرضك وجعلك بهذا الحديث تتفوهي
قالت: أَلِحَدِّ الآن لم تعرفه وهو باد أمامك لم ينمحي

قال: انطقي قبل أن يّفصل رأسك
قالت: لن يفصل ما دام في حضرته

وفي قمة غضبه: قال لولا أني أقسمت أني لن أدرف دما إلا بالحق لكنتِ هنا قتيلة
قالت ألم أقل لك أنك لن تستطيع بدونه أن تفعل شيء
قال: ومن يكون؟
قالت: الحق
فهو فقط من يخشى ويهابه الجميع
ملوكا وأمراء وشعوبا وأمما ولا يخفى عنه صنيع

ابتسم بغيظ
وقال: صدقتِ لكن ألم يكن بإمكانك اختصاره بجملة
واختصار غضبي بذلك
قالت: وكيف يكون الحق إذا لم يغضب الغاضبون
ويستسلم له الثائرون

وأراني أسمع أن الديكة صائحون
وعن الكلام المباح نحن ساكتون

فأجاب مبتسما: لكن طال الأمر أو قصر أرانا أنه يوما ما للسيوف نحن مستعملون 



الأربعاء، 31 أغسطس 2011

في الواحد وثلاثين من فبراير

في الواحد وثلاثين من فبراير
كل شيء متعارف عليه سيكون مغاير ...

تعتذر اسرائيل عَلَناً ثم تنسحب في صمت
ويجتمع العرب ويتصافحـــون ...

ثم يتجدد الولاء لحاكم واحــــد
ولقانون واحد وتكسر الحواجز ...

وتمسح الحــــــدود
وتكتب على الخريطة
بدل أسماء الدول كلمة عالم عربي بدون قيود
وتغيب الجنسية وكل المزايا العنصرية ....

لتحل محلها ورقة موحدة تدعى البطاقة العربية
جيش واحد وعرش واحـــد
ضمير ومصير واحـــــد
وسجل واحد تكتب فيه الأرباح والخسائر
فهي في كل حالاتها نتائج عربية ....

في يوم تنعدم فيه الواردات وتعلوا محلها الصادرات
فنخترع ونناقش ونقرر ولا أحد منا يندد أو يتحفظ .....

يوم لا مكان فيه للصمت إلا في الأضرحة
حيث لباس الجنود الأخضر مغطى بلون الدماء الأحمر
دفاعا عن الأمة وعن الدين وليس فقط دفاعا عن الوطن ...

ففي ذاك اليوم تغيب الأوطان
لتقوم مقامها الأمة وواجب الإنسان
يوم نستبدل فيه الجبن نخوة وشهامة
عزا ومروءة وكرامة .........


في الواحد وثلاثين من شباط
يأتي أمر من الرباط بأننا نعود إلى الأندلس
ويعود المجد للشام
وتنهض بغـــــداد
وتزاح الغبار عن الأهرام
فيجري النيل في نفس مسار دجلة والفرات ...

في هذا اليوم تحرق كل الأعلام
وتتوسط المباني راية الإسلام
ويُسْأَل المرء عن هويته ويجيب بفخر أنا عربي
وتاريخي ومأكلي وملبسي عربي
والعمامة تغطي رأسي وليس الفكر
ربما لذلك ينتهي بالثامن والعشرين هذا الشهر
وإن تجرأ حتى يقف عند التاسع والعشرين لا غير ....


بقلمي Vie Rose

السبت، 20 أغسطس 2011

زمن الطبلة والمزمار ...

زمن الطبلة والمزمار ...

واختصار الأخبار
في الفضائح وكشف الأسرار
عهد إباحية العـــار
خيانة الصديق فيه بديهية وكذا غدر الجـار
رخص فيه الإنسان وارتفعت فيه الأسعار 
انخفضت الطموحات وعلا فيه المعمار
زمن الكنائس المزخرفة
والمساجد الكبيرة 
وأعداد النساك والمتعبدين الصغيرة

زمن تراجع الجيش وزحف الإسمنت
واستبدال المجد بسياسة العولمة والدمج
عصر تصدير الثروات واستيراد التفاهات

زمن التهجين وتشويه الشرقية بعمليات التجميل
زمن تكبير الشفاه وتصغير العقول
وخلف الوعود وشد الخدود 
زمن توفير المجهود وزيادة المردود

زمن التلوث وزمن التزوير
للعملات والحقائق وشواهد التقدير
ومعالجة القضايا بالعزف والرقص والبذخ والتبدير
زمن الأبراج وقراءة الفنجان
ومسابقات الحظ بامتياز

انتهى زمن الأبطال
وجاء عهد الساسة والتجار
والفضيلة دفنت في صالات القمار

علماؤنا فاقدي الصلاحية إلا بتوثيق من جائزة نوبل
وكتبنا طويت مرغمة في عصر جوجل

زمن القنوات الفضائية والأفكار الضبابية
عهد الكليبات والفساتين القصيرة
وأكبر طموحات شبابنا اصطياد فريساتهم الكثيرة

صغارنا في غرف الدردشة وكبارنا في دور المسنين
وانتهت الأسرة وودعنا أواسر الرحمة بيننا مجبرين
تحت شعار لا للمشاعر ولا أهمية للحنين

زمن الفوضى والفتوى للجميع
زمن الديمقراطية من دون حرية
والرسائل المختصرة وغياب البرقية

عهد المناهج المُشَكَّلَة والمقررات الطويلة
والنتائج المُخْجِلَة والمستويات الضئيلة
زمن الكثافة السكانية والدروس الإضافية
والفشل العام في كل القضايا القومية
ومن المسرحيات الهزلية في جامعة الدول العربية
واستجداء الرضا من السوق الأوربية
عصر التهديدات والإنذارات
والتفجيرات من دون مبررات
زمن مصافحــة الأعداء
ومعاداة من تجمعنا بهم الجيرة والدماء



هو ذا زمننا.. زمن الطبلة والمزمار..
..



بقلمـــــي Vie Rose



الأربعاء، 17 أغسطس 2011

حــتـــى نلتقـــي....

حــتـــى نلتقـــي....
وحتى تعلم أن عهد الطفولة قد ولى
وأن الزمن البعيد قد ولى
و أن غير كلمة نعم توجد أخرى تدعى لا
 
وأن سوق النخاسة قد أقفل
وأني لست ميراثا عائليا
ولا مشروعا أو ربحا فَرَضِيّاً
 
حتى تعلم أني لست جريدة صباحية
تستبدلها بأخرى مسائية....
أنني لست فنجان قهوى تطلب غيره
أو حتى قطعة سكر
 
حتى تعلم أني لست سحابة صيفة
مارة في حالة استثنائية....
وحتى تَعِيَ جيدا أني تاء غير تاءات التأنيث
ونوني غير نون كل النسوة
حتى تعلم أن لي شروط في من أهوى
أولها أن يكون رجلا.
وثانيها أن يكون رجلا..
وثالثها أن يكون رجلا...
وأن يكون رجلا إلى ما لانهاية...........
 
وأن الرجولة عندي
ليست سروالا ذكوريا
أو لحية تحلق
أو صوتا جهوريا
أو عقد زواج في المطلق
حتى تعلم أن قلبي لا يوثق بعقد ملكية
وأن هناك فرق بين الشعر والأسهم
ولا يلتقيان في مزايدة تجارية...
 
وأنا وأنتَ شيئان مختلفان
متباعدان في الفكر ومتنافران
واستحالة أن نكون واحدا بدل اثنان...
 
حتى تعلم أن الرجولة كلمة شرف
وكرامة وشهامة ومروءة
وليست فخامة ولا ترف....
حتى تعلم أن الاختلاف في السياسة
غير الاختلاف في الحب
ففي السياسة إن لم تكن رئيسا
يمكن أن تكون نائبا أو قياديا
أما في الحب إما أن تكون بطلا أسطوريا
أو لن تكون حتى عابرا فضوليا...
 
حتى تعلم أن هناك أشياء تُشْتَرَى
وأشياء تُسْتَأْجَــر
وأخرى تُبَــاع
وأشياء زائدة وليس لها معنى ولا دَاع
 
حتى تعلم لما اختاروا لي بدل الإسم أسماء
وأن لي مزاجا في اختياراتي وأهواء
أن الحب عندي ليس استجماما
بل طقسا قدسيا وليس تغيير أجواء....
 
وحتى تعلم الفرق بين الدمى وبين البشر
وأن اسمك كان مكتوب بقلم رصاص
وَمُحِيَ ببساطة من كل ورقة في الدفتر
وأنك الآن ليس لك في الخيال ولا ذاكرتي أي أثر
 
وحتى نلتقــي...
ولن نلتقي فتلك كلمة القـــدر..

بقلمي Vie Rose 

الأحد، 14 أغسطس 2011

غربي الهيأة شرقي الطباع


أقبل وهو يمشي الخيلاء
ليعرفني على شخصه الكريم
بلطافة الحس
وعذوبة الكلمات
بنبرات الادعاء
وكامل التهذيب
والغزل منه كان بسخاء
فتبسم وأرخى رأسه
متكأ على كرسيه أمامي
فلم أعرف لما تذكرت حينها
عرش شهريار
والجواري والراقصات
فتمنيت أن أُجْلِسه بدل الألف ليلة عشرين ألفا
حتى يزيل من باله
مناورته وكل أساليب المراوغات

ونطق أخيرا بعد استعراض أناقته
ولياقته
ومختلف أسرار رجولته
وقال....

تعجبني المرأة
ويعجبني كل ما قاله عنها نزار
يهمني دلالها
مشيتها
عيونها
شعرها وهو يتميايل على كتفها
وأتفق مع كل المتحررين أن لها حق الاختيار

فتذكرت كلمات الذئب لليلى قبل افتراسها بالجوار
ووعود رئيس في انتخابات ليوقع أكبر عدد من الأنصار
فالسياسي ومدعي العشق
لهما نفس اللغة
وطبعا قبل الانتصار

تأملت تعابير وجهه فأردف قائلا
مثقف أنا ومتفتح
ويسعدني النقاش
بحضور ملكتي أمامي
عن الأورانيوم وعن السلاح
وكل قضايا العنف
وعن العلم
والطاقة
وعن الإرهاب وعن الكفاح

مستعد لأكون لكِ محاورا
ومرافقا
ومحبا
وعاشقا
وقبل كل شيء متفهما
أنك أنثى

والأنثى في نظري
تملك غير الشفاه لسانا
وقبل القلب عقلا
وقبل الإحساس فكرا

وأن حقيبتك فيها
غير قلم العيون
ومحدد الشفاه
والعطر
أوراق ورأي وقلم حبر

أعلم سيدتي أنك
غير كل الإيناث
وأنك نِدُّ لجميع الذكور

أن هالتك قيادية
وأن لغتك عربية
ورقتك أنوثية
وفي الأول والآخر
امرأة شرقية

فقلت في نفسي أصبتَ سيدي
فأنا لم أنسى يوما رغم مبادئي الغربية
أنني شرقية الطباع
وأن الماثل أمامي
غربي المظهر شرقي في انفعالاته حتى النخاع

قرأت ابتسامته الماكرة
ثم استرسل يقول
أما وأنك رأيتي مني ما رأيتي
وأخذتي عني فكرة واستقيتي
ما رأيك في صحبتي
على ضوء الشموع
وضوء القمر
لأسمعك من شعري وأغرقك في بحري
وأرويك من ظمئي
أدعوكي لتكوني في مجلسي
سيدة على قلبي وعلى عرشي
سيدة عمري أنتِ
فأنا عاشقك وأنتِ فاتنتي

فأجبت برهافة الأنثى وعزيمة الأفعى
سيدي أنا شرقية معقدة
وأنت غربي مقنَّع
أعني متفتح
رغم فستاني الملون وكعب حذائي العالي
ولون شفاهي الأحمر
لا زلت أفكر مثل جدتي
وأؤمن بحياء عمتي
بقوة أبي ورعونة أخي
وحصانة أفراد عائلتي
لازلت مقيدة بطواعية
بالتقاليد والعادات
مستمتعة بديني وعقيدتي
وكل ما في مجتمعي من معتقدات
أؤمن بأن حريتي في قيودي
بأن القلاع تهدمت
لكن الأمان مسيطر بداخلي رغم بعض القناعات
في أن المرأة منقسمة بين الحقيقة والمختلقات

أما عن ليلتك الرومانسية في المساء
لن أستغرب إذا ما استفقتَ منها بالصباح
ناسيا كل شعاراتك
ومتذكرا فقط أنك رجل
وأن الرجال قوامون على النساء



بقلمي Vie Rose

الأحد، 26 يونيو 2011

صعلوك الحـــي

في الحي الشعبي الذي أسكن فيه وعلى شاكلة كل الأحياء من هذا النوع حيث الفقر والجريمة والجهل والضوضاء والفوضى العارمة ولأن السوداوية ليست هي الغالبة الأكبر في شعبية المكان فالمفارقة الغريبة أنه وسط كل هذا يوجد ما يوجد من  تلقائية وبساطة في العيش والمعاملة، ولأنني لا أحبذ التشاؤم ولا أؤيده أبدا فلكل مكان له جاذبيته الخاصة، أما جاذبية حينا فتكمن في بعض الأحداث اليومية التي تبعث على الضحك المبكي أحيانا، أسرد عليكم اليوم واحدة من تلك التي يسمونها غيرنا نهفات.
قرر أحد الصعاليك وفي صحوة من السكر غير مسبوقة أن يُشَكّل ودادية لحراسة الحي، ولا تسألون لماذا يتحول سكير متسكع في الحي متشدق بشتى أنواع الكلمات البديئة وانتم تعلمون الى أي مدى يصل السكارى من تطاول في الكلام أما لمن لا يعلم فالألفاظ تصل لأدنى مستويات التخيل "لا عجب أنا التي تقضي اللياالي البيضاء في تعداد النجوم جراء كثرة الصعاليك المتجولين بالحي" فلا نوم يأتي بتوفرهم وإدا حضروا هم رحل الهدوء"
المهم فواحد من أولئك قرر وفجأة في نقلة فريدة من نوعها وفي أحد مساءات حينا المشهور أن يأسس ودادية للحراسة وتوفير الأمن طبعا ومن دون مشورة أحد نزل علينا الخبر كنكتة أو كصاعقة لا أدري كيف سنصنف الخبر فبمجرد سماعه أصابتني هستيريا من الضحك إلى أن دمعت أعيني، طرق الباب وصاح بصوته الغني عن كل تعريف والذي أميزه من بين ملايين الأصوات، فقد أدمنت مواويله كل ليلة نزلت أمي المسكينة مضطرة وجدت ساكنة الحي مجتمعة وصعلوكنا حامي حمى الحي يبشر الجميع بخبره السعيد وعلى غير كل الوداديات فوداديتنا المباركة ليس لها قوانين ولا فصول ولا بنود ولا ترتكز على اتفاقيات ولا مناقشات هو قرار وحيد ومنفرد لصعلوكنا على الجميع تقبله حيث حدد المبلغ الشهري لكل بيت في المنطقة رفعت الأقلام وجفت الصحف، صاح أحد الجيران قائلا من أين لي بالمال فَرَدّ صعلوكنا مجيبا بكل شفافية بشتى أنواع المسبات والشتائم ففهمت حينها أن الإجابة عليها أن تكون بنعم فقط ولا توجد "لا" اختيارية أبدا حيث أننا عدنا لعهد الفتونة مرغمين ولسنا براغبين، والسيد قرر تغيير نشاطه من سكير بالليل وقاطع طريق بالنهار إلى فتوة، وذاك حق مشروع، لأن من أهم بنود حقوق الإنسان حرية التغيير، لذلك لم يعترض أحد فنحن دولة الحريات العامة، لم نستطع الرد بالرفض حتى لا يقال أننا متزمتين ديكتاتوريين متعنتين في تطبيق الحقوق والحريات، ذكرني هذا الصعلوك بحالة صادفتها حينما زرت إحدى إدارات الأمن من أجل تغيير بطاقتي الشخصية، حيث أنه في ذلك اليوم دخلت إحدى المواطنات إلى مكتب أحد الموظفين فصرخ قبل أن يعرف سبب دخولها رغم أنها طرقت الباب واستأدنت، صرخ عليها بقوة زعزعت الكرسي الذي كنت أجلس عليه، اقتربت هي منه بخفة الواثق لتضع بين يديه عشرون درهما لتتحول كل ملامح وجهه من غاضب ثائر إلى هادئ مسالم بابتسامة هي الأكبر من نوعها قائلا تذكرتك يا جارتي العزيزة بماذا تأمرين، فقط عشرون درهما نشطت ذاكرته وجعلت من الغريبة جارة مقربة ملبيا كل أوامرها من دون الحديث أنه سبقها على كل الجالسين والواقفين في طابور طويل، فإذا كانت الفتونة في الإدارة لا داعي من استغرابها واستكثارها على العامة.

الأحد، 12 يونيو 2011

جدتي أمريكا

أتذكّر أنه عندما كان يحل المساء ونحن صغار، كانت جدتي حينما نرفض النوم تدعي أن الغول سيأتي لالتهامنا، فلا نأبه كثيرا لقولها ونتابع اللعب، لتبدأ هي في حياكة تكملة لادعائها، فتمدّ يدها لتطرق  على النافذة مدّعية أن الغول يطرق الباب وإن لم نضع رؤوسنا على المخدات ربما يدخل، ولأن براءة الطفولة وقتها كانت تجعلنا نصدق بكل سهولة كل ما يقال كنا نفزع لتلك الدقات ونهرع للسرير، ثم تقف جدتي وتفتح الباب قليلا وتصرخ بصوت عال اذهب ايها الغول لقد نام الصغار، وترجع إلينا لتهمس بصوت خافت يشعرنا بالأمان والثقة ـ لقد انصرف ناموا يا أحبائي  ـ فكل مساء نكون تحت رحمة جدتي القويّة التي تخيف الغول، ولأن جدتي نفسها هي من أخبرنا أن الغول سيأتي، وهي من ادّعت أنه أتى ليلتهمنا، وهي أيضا من فتحت الباب وتأكت من وجوده وجعلته ينصرف، لم يكن بموسوعنا سوى تصديقها بما أننا كنا صغارا جدا على استيعاب الخدعة.

لكن بالمقابل فجدّتنا أمريكا أطال الله عمرها رغم أنوفنا، تريدنا أن نصدق نفس قصة الغول بنفس التفاصيل وعلى طريقة جدتي المرحومة ذاتها بنفس الحبكة الدرامية القديمة جدا التي لم يعد اليوم يصدّقها حتى أطفال الجيل الجديد، فجأة ابتكرت جدتنا أمريكا بطلا أطلقت عليه من الأسماء أسامة ثم عملت على نفخه وتضخيمه، وتوسيع دائرة سيطرته وبطشه وهيمنته، وصنعت له أحداثا وتاريخا ومجدا عتيدا، وادّعت أنه صاحب قوة ونفوذ وأنه يهدّد أمانها، ويقلق منامها، وبدأت تورثها الإعلامية بكان يا ما كان، وبأفلام وثائقية لا نعلم مدى صحتها، شغلت العالم بسيرة السيد أسامة، وبأعماله التخريبية، ثم يطلق المسؤولون في تلك الأرض السعيدة العنان لتصريحات تلو الأخرى بأنهم على وشك القبض على السيد ثم ينفلت منهم ثم يهاجر الى مكان فتبعث هي بجنودها وكل جيوشها لنفس المكان حتى تقلب أعاليه أسافله والسبب البحث عن أسامة، ولنفس السبب اخترقت من البلدان ما شاءت وما ملكت أيمانها ولم يتجرأ أحد على الاعتراض أو حتى السؤال لما انتهاك حرمة الدول واختراق حدودها أيا كانت الاسباب، ولا أظن أن جدتنا أمريكا كانت لتسمح لأحد حتى بالإطلالة من وراء بابها في حالة ممثالة، المهم أن السيد أسامة حتى ولو كان له أساس من الصحة وهذا افتراضيا طبعا، فقد كان الشماعة التي تعلق عليها خروقاتها لقوانين أي بلد بل وتبيح لنفسها التدخل في سياسة أمن البلدان هي التي لا تستطيع حماية حدودها من المهاجرين السريين، هذا وإن لم تكن هي ذاتها تدعم التفجيرات تلك لخلق البلبلة الإعلامية وهز الأمن لاستعراض العضلات كما هو الحال دائما لتظهر في الأخير بهيأة البطل مخلص الشعوب من الحروب (مع انها كانت سببا مباشرا في اندلاع عدة حروب ـ الفيتنام والعراق مثلا ـ ) من الظلم وفرض قائمة طويلة لحقوق الانسان (مع أنها تمتلك أكبر وأشنع سجن بالعالم لا يتوفر سجانها فيه على ابسط حقوق للإنسان) ومن الفقر (رغم أنها تقدم قروض للملايين باليمين وتأخذها بالشمال وتغرقهم في الديون فلو بيدها تلك العصا السحرية لأنقذت أفقر أحيائها من فقرهم وجوعهم ولو بيدها تحقيق الامان لْأحد لَأنقذت المقيمين بأراضيها من حالة الجرائم المتفشية فالمعروف عنها انها تملك أخطر المجرمين واكبر عدد من الجرائم ـ وعلى قولتنا نحن العرب ـ لي بيته من زجاج ما بيرمي غيره بالحجر ـ)، المهم ولأن أسبابها واهية جدا في تخليص العالم من العذابات ولأن لا أحد بات يصدق تخبيصاتها، تَقَدَّم السيد أوباما متطوعا من ذات نفسه ليعلن للعالم أنه وأخيرا قضى على الغول الافتراضي أسامة ليصفق له زملاءه بالمسرحية مباركين ومهنئين فتذكرت المثل الشعبي العربي القح (بيكذبو الكذبة ويصدقوها) ولا تسألوا أين الجثة أبدا لأنه جهز الجواب بدون اي اجتهاد في الحبكة لقد دفنوه بجانب البحر ومرة رموا الجثة في البحر، وحتى يتفقوا على كلام موحد دعوني أقول:

عفوا جدتي أمريكا ما عدنا صغار ولا بلهاء ولا حمقى ولا مختلون ولا متخلفون ولا كنا يوما كذلك ولا يمكن أن يقنعنا أيا كان بأننا إرهابيون لأن ديننا دين سلام ومحبة وسماحة وآيات كتابنا الكريم دستور لحقوق كافة الكائنات ليس فقط قائمة لحقوق الانسان مكتوبة بحبر يمسحه كاتبه ولا يطبق عقوباته سوى على الغرباء متى شاء.

الأحد، 5 يونيو 2011

بين القصر والقبر

هو حرف واحد يتغير به المعنى والوضع، ويتحول كل شيء في لحظات إلى لا شيء، رغم أن كلمتا قصر وقبر يتضادان في المطلق، في الحجم والشكل والمضمون والوصف، لكن يبقى أصحاب القصور رافضين فكرة أنهم للقبور زائرين لا محالة، مهما طال الزمان واختلف المكان، فعزرائيل يستطيع الوصول إلى الأسوار العالية والقبب الفخمة حالها حال أي كوخ في قرية تخلو من أقل أساسيات الحياة لن نقول برفاهية على الأقل الحياة البسيطة، يعز علي أن أقول أنه في زمن الأبراج العليا لا زال هناك أكواخ ودور صفيح في العالم التاسع، واسمحوا لي أن أقول تاسع أو أيا كان ترتيبه لأنه من المستحيل أن يكون ثالثا ولا حتى رابع، فواقع الحال يدل ربما على الترتيب المائة بعد الألف من دون مبالغة، فعندما قامت الثورات وأصبحت العدوى تنتقل من بلد إلى آخر وبدأ العد التنازلي لإنهاء الفصل الأخير من المسرحية الهزلية التي يعيشها عالمنا العربي، استبشرت خيرا لكني حافظت مع ذلك على قلقي المستديم اتجاه  ما يحدث، وقلت مع نفسي سأنتظر الحلقة الاخيرة لنرى النتائج، ويبدو أن قلقي كان له الغلبة على استبشاري، حينما بدأ يتجلى بوضوح أن هناك مشاريع لأجزاء طويلة من التماطل في حسم الأمور، ومع أن الظالم بيَن والمظلوم بيَن والحق واضح وضوح الشمس، تجد أن التأجيل يليه التأجيل، وتحولت المسرحية العربية الهزلية كلها إلى مسلسل تركي لا تبدو له نهاية ولا يعرف له بطل، كلنا تأمَلنا الكثير حينما سقطت بعض الأنظمة الفاسدة، وانتظرنا الإصلاح وانتظرنا الإفراج عن أحلام المواطن، الأحلام التي كانت معتقلة بتهمة الطموح إلى التغيير، وانتظرنا أن يشفى إعلامنا من صمه وبكمه، ومسحه لصفحته الصفراء، لبداية صفحة بيضاء مع الحقيقة والرأي وكشف المستور بكل مصداقية، وسنبقى ننتظر فقط لأن الكل يريد وقتا لتتضح الصورة، أنا لا أفهم لعبة السياسة أبدا لكني كأي جاهل أريد أن أعرف لما لم تقم انتخابات لحد الآن للإعلان عن رئيس وتشكيل حكومات جديدة في كل البلدان التي سقطعت أنظمتها، لما ليست هناك أسماء محددة لشغل المناصب الشاغرة لتسيير تلك الدول، لما لازات الفتنة في الشوارع ولصالح من تصب هده العشوائية في حسم الأمور، لما لازال جانب يشرق والآخر يغرب، ولا وجود لرأي قار وموحد ففي النتيجة الهدف واحد والمصلحة واحدة، اعذروا جهلي لكن ألم يكن من الأفضل البحث عن رئيس وحكومة قبل أي إصلاح، وهل يمكن إصلاح الهرم من قمته بدل سفحه، وأين هو التغيير الموعود في ظل الفوضى القائمة على أشدها، أم أن كل ما كان يهمنا هو إزالة القصر، أنا من وجهة نظري تلك كانت مجرد مرحلة من مراحل التغيير المرجوة ومن الأفضل أن نقلب الصفحة للتجديد والتجديد لن يأتي إلا بالوقوف وقفة رجل واحد وشد الساعد بالساعد حتى لا يضيع الهدف الأساسي فالنظام الفاسد رحل ورحلت معه أيامه وقصوره ولياليه الحمراء وكل ألوانه المبهرة وفهم أخيرا أن الصاد تستبدل باء شاء أم أبى.