الجمعة، 23 سبتمبر 2011


جاءنـــــي ليعاتبي


لماذا مني تهربيــــــــــــــن
ولكل توسلاتي ترفضيــــن
لماذا بكلماتي تستهزئيـــــن
وعن ودي وحناني تصدين

لما عن قربي ورفقتي تبعدين
وبهجري تتشبتيــــــــــــــــن
وعن نهاراتي تغربيــــــــــن
لماذا بآمالي واحلامي ترمين
وابعادي عن حياتك تتقصدين

لماذا عند بوحي بكلماتي لا تصدقين
ومهما كانت كلماتي لا تسمعيــــــن
أجدك من همساتي تصرخيــــــــــن
وإلى انفعلاتي تطربيـــــــــــــــــــن

لما انتي من امنياتي تتسلليـــــــــــن 
ومن شغفي ذكريات للغد تحيكيـــن
لما لحظات الشوق معي تنبديــــــن
وصراخ قلبي وحنينه إليك تُسكتين

لما علي أن أجري وراءك كثيرا وانتي لغرامي تصدين
لما في ثورة عشقي لكي تتمرديــن 
وبكل تودداتي تحتاريــــــــــــــــن
لما علي أن أترقب قربك وأحلم أنك أمامي تتدللين
لما على إدخالي في متاهة الشك تصريـــــــــــــن
لما في قمة شوقي لك تقفيــــــــــن
صماء بكماء من دون حراك تتفرجيـــــــــــــــــن

غاليتي لما هذا السكون امام حب جارف تفكرين
هل علي أن أجمع كل أدلتي من دمي ودموعي لعلك تصدقين
وأحلف وأعد وأتوعد أمام الناس حتى تقبليـــــن
لما كلما أقترب أجد كل أبواب قلبك تقفليــــــــن
لما عند كلماتي انا آذانك تغلقين
وعن الرد عاجزة تصمتيـــــــن
وعن رؤية مشاعري عيونك تغمضيــــــــــــن

لماذا.......
لما.........
لما.........

سطر مائة استفهــــــــــــــام
وأجبته بصمت الكـــــــــلام
فيا سيدي.....
ليست لدي قصورا شامخـــة
ولا قلعة وجدرانا مانعة تحميني من رغباتك
لم أعتد أن أنحني لسحابة نزواتــــــــــــــــك
لما أقبل أن أكون بطلة في إحدى رواياتـــك
اسما مشطوبا بين اسماء كثيرة في لائحتك

لما أختار أن أكون رحلة من سلسلة رحلاتك
مكانا زرته وستنساه عند فكرة جديدة تجتاح مخططاتك
لما علي ان اكون واحدة تعلقت بها وأُصبح في المتحف مع بقية اثاراتك

سيدي هل علي ان اكون كأية قافلة مارة في احدى سفراتك
هل من الطبيعي ان اكون سطرا عابرا في حكاياتــــــــــك
بيتا في قصيدة مع مجموعة من معلقاتـــك
هل اتقبل ان اكون لعبة وتسلية لتفاهاتـــك
إرضاء لحالة طارئة من مختلف حالاتــك

هل اكون رغبة اليوم وواقعا غدا وحبيبة سابقة بعدها في مذكراتك
هل علي ان اتعايش اليوم مع ادعاءاتــك
واتذوق المر بالغد تماشيا مع تقلباتـــــك

فعذرا سيدي ......
اختر لنفسك من النساء ما تشــــــــــــاء
وحاورهـــن جميعـــــــــا
وذاعبهـــن كلهــــــــــــن
الا انا........
الا انا.......
لن اكون مرتعا لنزواتك

فبين الحب وأشباه الحب فرقا شاسعا 
وخطا فاصلا تعجز اختراقه كل تطلعاتك
وبيني وبينك حصنا مانعا من الصفاء يفوق تخيلاتك

فعذرا منك سيدي...... 
لست انا......
من تكون فريسة سهلة في فخ مغازلاتك
لن أكون رهانا مفرحا لبعض سباقاتـــك
فعذرا.......
عذرا.......
تقبل أن تفشل واحدة من إحدى مغامراتك


صورة
التوقيع

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

قالت شهرزاد

قالت شهرزاد:
يُحْكَى سيدي أنه في مكان غير بعيد عن هذه البلاد
كان هنالك للطيبين قريب وللظالمين أكثر من بعيد
قال شهريار: ومن هو؟
قالت: أشد قوة من عنتر بن شداد
وأكثر فراسة من طارق بن زياد
يحسب له ألف حساب 
لا يَهَابُ معركة أو جهاد
فقال: إذن كيف هو؟
قالت: لا يُعرف له لون فهو عند البعض بياض
وعند آخرين شديد السواد
ليس بقصير ولا بطويل
لكنه يُفْحِم الرجال الشداد

احتار شهريار في أمره: أتراه ملكا من الملوك؟
وحش كهذا ربما جيوشه على الحدود...
فاسترسل قائلا: وهل هو ملك؟
قالت: ليس بملك ولا له علاقة بالمملكة ولا الإمارة
لا يضع قوانينا ولا يُوَقِّع عهود

فتنفس الصعداء بعد أن حمد الله وشكره
فليس له من منافس ولا هو بتهديده مبارز
ثم قال: أَمَا وأنه ليس بملك فليكن كائن من كان
أكملي!
ضحكت ثم قالت:
وهل الخشية من الأمراء والملوك
أو من الفرسان والقياد

عادت الحيرة إلى محياه مجددا
فسألها: وهل هو فارس من الجيش
قالت: هو فارس لكنه لا يمسك بسيف
فبعض الفرسان بقلمهم يبارزون
لا يخافون ولا يرتعبون في الظلام 
وأيضا في واضح النهار
لا الرماية هوايتهم ولا المسايفة همهم

قال: إذن هو كاتب أو شاعر
قالت: ليس بكاتب ولا شاعر 
لكن له صيت وداع 
كأشعة الشمس جلي لا يختفي

تلعتم يهمس: من ذا المهاجر 
الذي فاقني شهرة فلربما شعبي له مناصر
قال: وهل يصدقه الناس
قالت: مجبرين وطائعين 
يقدمون له الولاء راكعين وساجدين
ومن حاد عنه أخذه الضياع
وللهلاك هو مباع

صاح الملك: أما قلتي أنه ليس بملك
قالت: وأنا عند كلامي ومن قال أنه ملك

قال: أما قلتي أن الناس له طائعين راكعين وساجدين
قالت: وهل الركوع والسجود للملك

قال متعجبا: وهل هناك من هو أكثر من الملك
قالت: طبعا وأكثر بل أكيد

ثار غضبه ونادى بصوته الجهوري: أين السياف
قالت: وهل ينزل السيف على رقبتي إلا بإذنه

زاد غضبه وقال: وهل تظنين أنني مشاوره في أمري
قالت: أنتَ لا تستطيع شيئا إلا بإذنه

اشتدت ثورته: وأخذ السيف من يد السياف ويده ترتجف
فقالت: وأظنه هو من جعل يدك ترتجف 

قال: ألم تري أن وقاحتك قد زادت
قالت: عفوا فهو من جعلني أتحدث وجعل لساني به وله لا يصمت

قال: ألم يحن الوقت أن تقري وتعترفي من حرضك وجعلك بهذا الحديث تتفوهي
قالت: أَلِحَدِّ الآن لم تعرفه وهو باد أمامك لم ينمحي

قال: انطقي قبل أن يّفصل رأسك
قالت: لن يفصل ما دام في حضرته

وفي قمة غضبه: قال لولا أني أقسمت أني لن أدرف دما إلا بالحق لكنتِ هنا قتيلة
قالت ألم أقل لك أنك لن تستطيع بدونه أن تفعل شيء
قال: ومن يكون؟
قالت: الحق
فهو فقط من يخشى ويهابه الجميع
ملوكا وأمراء وشعوبا وأمما ولا يخفى عنه صنيع

ابتسم بغيظ
وقال: صدقتِ لكن ألم يكن بإمكانك اختصاره بجملة
واختصار غضبي بذلك
قالت: وكيف يكون الحق إذا لم يغضب الغاضبون
ويستسلم له الثائرون

وأراني أسمع أن الديكة صائحون
وعن الكلام المباح نحن ساكتون

فأجاب مبتسما: لكن طال الأمر أو قصر أرانا أنه يوما ما للسيوف نحن مستعملون