الأربعاء، 20 يونيو 2012

إلى من يسألون متى تكون الوحدة العربية؟

أجيبهم: عندما لا يكون هناك ما يسمى وطنـك ووطنـي ووطنهم... عندما نحب أوطان غيرنا بالضبط كما نحب وطننا ... ونقدر مجهودات غيرنا بنفس القيمة التي نثمن بها مجهوداتنا ... عندما نستبدل كلمة "وطن" بكلمة "أمة" ... فهذا أبلغ لغويا، أصلح سياسيا، أنفع اقتصاديا، أذكى استراتيجيا، أقوى فكريا، أفضل دينيا، أسلم أمنيا، أجمل روحيا ولأن روح العروبة واحدة لا تتجزأ، عندما نـتـرفّـع جميعا عن أنانيتنا المنحصرة بين حدود دويلاتنا .. عندما نتوقف عن تبادل الاتهامات والادعاءات... عندما لا نتصادم إعلاميا ونترامى الشتائم والمسبات لمجرد مباراة أو برنامجا للهواة...
عندما لا نُلبس بلداننا ثوب النقاء ونتهم بلدان غيرنا بالفساد.. وعندما نجرأ على الاعتراف بأن الفقر والجهل وفساد السياسة وتخبط الاقتصاد والانزلاق الأخلاقي والتشدد في الدين لدرجة التطرف والانفتاح والتساهل فيه لدرجة التخلف هي سمات مشتركة بين بلدك وبلدي وبلدانهم..
عندما نعلم أننا لسنا أضدادا بل جميعنا لبعضنا مترادفات .. لا أحد فينا "كلّ" بل جميعنا أجزاء لن تجمعنا سوى كلمة "أمة"
فكم جميل أن تحب وطنك على ذلك القدر لكن الأجمل أن تمسح الحدود بمحبة أكبر وأعظم... فنحن خلقنا لنكمل بعضنا البعض.. ولن تقوم لنا قائمة إلا بالاجتماع على كلمة الحق "لا إله إلا الله"
وكلمة الحق يلزمها الأخوة في الدين، والدين لله، والأخوة لا تكتمل وأنت ترى نفسك مسلما أكثر مني أو أن أرى أنني مسلمة أكثر من غيري، فقط لأن بلدي أو بلدك بعيدة قليلا عن الكعبة أو القدس بأميال... هنا المسافات ليس لها الكلمة العليا فسيدنا "آدم" كان بالجنة قريبا من الله وعندما أنزل للأرض ظل قريبا من رب العالمين.. فلا المسافات ولا الأمكنة تغير في الأمور شيئا بل فقط العقول والفكر من لديه الحكم الأخير في الاجتماع أو التفرقة، والقرب والبعد هو اختيار من يقوم به ليس الحاكم ولا القانون بل الشعوب وآراءنا الجاهلية المتفرقة المجحفة في حق الآخرين..
كفانا خداعا لأنفسنا باتهام الحكام والسياسات والقوانين بأنهم سبب التفرقة، فأنا وأنتم نعلم أحكامنا المسبقة على بلدان غيرنا بما فيهم الشعوب! ما رأيكم ببعض الجمل المستعملة في تعاملاتنا العربية:
"ذلك البلد مليء بالمال لكن أيضا مليء بالأغبياء"
"ذلك الشعب في منتهى الدهاء لكن مرتع للفساد"
"تلك الدولة تكثر الكلام عن حضارتها الغابرة ولكن إلى اليوم لم نرى منهم سوى الثرثرة"
"بلد السحر" "بلد العاهرات" "بلد الأغبياء" "بلد عديمي الرجولة" "بلد الانحلال" "بلد قليلي الشرف" "بلد الجوع"...... إلخ
هلا خجلنا قليلا من أنفسنا أيها العرب، بلدان غيرنا ليس فيها شيء يستحق المديح؟؟
فجميعنا ندري جيدا أن بلدك وبلدي وبلدهم، فيهم الفساد والانحلال إن لم يكن معلنا فمخبئا بين المسكوت عنه وإعلام أتقن فن الصمت عليه...
وجميعنا شعوب لا ينقصها ذكاء ولا دهاء فقط ينقصها حسن تدبير لتلك الإمكانيات الفكرية وإعادة تشغيلها في ما ينفع ولا يضر.. إن كانت بلدي لها تاريخ مليء بالمجد فجميع البلدان لها تواريخ ملأى بالأمجاد، والمهم هو الحاضر هل سنبدد ما تبقى للعروبة من ماء الوجه في تبادل الاتهامات؟ أم سننصرف عن جهلنا وقلة الحيلة ولعب دور الضحية وندب الحظ إلى ما هو أسمى بتقدير الآخر تماما كما نقدر ما يخصنا وندافع عنه؟
فالله جعلنا متفرقين في الإمكانيات لنكمل بعضنا البعض حتى إذا ما اجتمعت إمكانيات بلداننا المادية مع إمكانيات بلداننا الفكرية والطبيعية والاستراتيجية شكلنا ما نعتبره إلى اليوم حلما بعيد المنال (أي شكلنا أمة واحدة).
فغريب أن تستطيع إسرائيل جمع بقايا اليهود من جميع أنحاء العالم بثقافاتهم المختلفة ولغاتهم المختلفة وعاداتهم المختلفة لتصنع منهم دولة يهابها الجميع...
ونحن يجمعنا الدين واللغة والعادات والتقاليد وقرب المسافات ولا نزال نتخبط في حلم عربي نسميه بالمستحيل..
من لم يقتنع بأن الوحدة أصبحت واجبة فليعش آلافا أخرى من السنين بين صراعات طائفية وأخرى عربية ليعلم أنهم أتقنوا بنا اللعبة وأفلحوا !! وخوفي شديد من أن يظلوا مفلحين !!

وأقول هل نستطيع؟ أن نذيب جليد التواصل، ونزيح غيوم الأحكام المسبقة، ونخرق حدود المحبة لتسعنا جميعا، من دون تسويفات ولا لوم ولا إلصاق المزيد من التهم المفبركة للغير، ونحرق الغرور فينا بأننا الأفضل دائما وغيرنا الأدنى وشأنه أقل؟؟ 

السبت، 9 يونيو 2012

بائعتـان متجولتـان ...


أتذكر أن الفصل  كان صيفا حينما انضممت لإحدى الشركات كي أعمل لديها كمندوبة مبيعات أو بالمعنى الأصح للكلمة كبائعة متجولة، في مدينة أزورها لأول مرة، لم أكن أتوقع يوما أنني سأضطر لممارسة هذا العمل بالذات، فأنا بطبعي هادئة جدا وصامتة عندما يتعلق الأمر في التعامل المباشر مع الغرباء، ومرت أيام وأنا أتجول بتلك المدينة مع زميلاتي البائعات بين شوارعها الفخمة وأزقتها الضيقة، بين أحياء راقية وأخرى جد مهمشة، فجذبني التجوال بين ملامح السكان المتنوعة وردود أفعال مختلفة أمام ما نعرضه عليهم من بضاعة، تلك البضاعة التي كانت أشبه بسخافة، حيث كانت حقائبنا الضخمة التي بالكاد تحملها أجسادنا النحيلة محملة ببعض العطور وأدوات الزينة وأنواع من معاجين الأسنان وغيرها من المنتجات المستهلكة والعادية جدا التي كان السوق غارقا بها في تلك الأيام، بل أكثر من ذلك حتى المستهلك ملَّ منها من كثرة ما صادفها في جميع الأسواق، المضحك في الأمر أن تلك المدينة بالذات التي وجهتنا إليها الشركة كانت إحدى مدن الشمال المعروفة باستيرادها لأجود أنواع المنتجات من جارتنا إسبانيا، أي أننا كنا أشبه بالمهرجات حينما نستوقف إحدى السيدات لنعرض عليها ما لدينا فتسألنا عن الثمن وهي تضحك، ومعهن حق، فأنا أيضا كنتُ أجد الأمر مضحكا جدا ، لقد كنا كمن يبيع حصيرة من القش متآكلة في سوق السجاد الفاخر...
كنا كل يوم نخرج للبيع ونعود بخفي حنين كما يقال، إلا في حالة إذا ما جاملتنا إحدى السيدات الميسورات أو أشفق علينا أحد المارة  وابتاع شيئا مما نعرضه، فرأيت أنه حان الوقت لتظهر مواهبي الخفية في الإقناع، فوضعت خطة للتجارة الناجحة، حملت بيدي مذكرة أسجل بها أسماء المشترين مدعية أنهم على موعد مع قرعة في نهاية كل شهر يكسبون من خلالها جوائز رمزية تقدمها لهم شركتنا احتفاءا بعيدها التأسيسي العشرين بما أن المنتجات كانت قديمة، كان هذا الحل الأسلم في ظروفٍ كتلك، حتى لا نموت جوعا ونصبح بدون مأوى في مدينة غريبة....
وفي إحدى المرات ونحن مارين من أحد الأحياء الشعبية نحاول إقناع المارة بجودة منتجاتنا الخارقة كالعادة، أطلت علينا إحدى السيدات من باب بيتها مبتسمة، بعد سماعها لضجيجنا بالقرب وإحدى الفتيات تساومنا على ثمن زجاجة عطر، فضول تلك السيدة وهي تحدق بي بشكل خاص جعلها تشير إلي بيدها وتناديني لأقترب من باب ذلك المنزل الصغير الذي تقطنه وتبعتني بقية الصديقات، ثم أشارت إلي مرة أخرى بالدخول، أذكر أنها كانت تقوم بقلي السمك في باحة صغيرة عند مدخل المنزل، ترددت في الدخول وقتها فسارعت إلى دعوة الفتاتين التي ترافقاني بالدخول أيضا فتبدد ترددي وقتها، ليس لشيء سوى لأن علامات الشقاء هذه المرسومة على وجهها الذي تعلوه ابتسامة ذكرتني بأمي،  فوجدت السيدة قريبة من القلب كانت بجوارها فتاة صغيرة يجلسان كلتاهما على كراسي بلاستيكية صغيرة وكان البيت متواضعا جدا مقابل ذلك الكرم الكبير البادي عليهم، فبمجرد أن وطأت أرجلنا باب ذلك المنزل تسارعت أيديها لصب العصير وتقديمه لنا، كانت علامات الدهشة بادية على وجوهنا، لكن لطافة تلك السيدة وترحيبها بنا بتلك الطريقة رغم عدم معرفتها المسبقة لنا، كان له تفسير واحد فهي حاولت إنقاذنا من تلك الحرارة المفرطة في ذلك اليوم، فدعتنا لأن نرتاح قليلا في باحتها الصغيرة برحابة صدر كبيرة، أو هذا ما ظننته في الوهلة الأولى، تلك المرأة وهي تتبادل معنا أطراف الحديث كانت تركز نظرها علي بالذات، ثم همست بصوت خافت إلى حد ما لابنتها الصغيرة بأن توقظ أختها الكبرى من أجل أن تشتري شيئا مما نعرضه للبيع، دخلت الطفلة إلى غرفة مقابلة، وكان من الواضح أنها الغرفة الوحيدة بالمنزل كله، مرت لحظات وعادت الطفلة عند أمها لتهمس في أذنها بكلمات، نظرت إلي الأم مرة أخرى، وقالت: ادخل عندها فهي لازالت ممددة في سريرها، وقفت وقمت بإطلالة صغيرة -بشيء من الحذر- من باب الغرفة، حدقت مطولا بالمكان، كانت الغرفة صغيرة جدا ومرتبة بها بعض صور قديمة لممثلين وممثلات هنديات معلقة على الحائط، ذكرتني بالغرفة التي كنا نقطنها آنذاك أنا وأسرتي، حيث كنا جميعا نتراكم أنا وأبي وأمي وأخواتي الخمسة بغرفة بنفس الحجم فوق السطح، هذا إذا لم يفاجئنا الضيوف بكرمهم في الحضور المباغت -دون سابق إنذار-، إلى اليوم لم أدر كيف كانت مساحة تلك الغرفة الصغيرة تكفينا جميعا، لكن ربما كان حجم قلوبنا أكبر من الغرفة ذاتها وجرعة قوة التحمل أخذناها باكرا في الصغر...
بعد ما جالت أعيني أركان غرفة تلك المرأة فضولا، وقع نظري على الفتاة الشابة الممدة على سرير بالكاد تحاول الاستيقاظ من النوم، أطلت النظر ودخلت بتثاقل فبدت الصورة أكثر وضوحا، اقتربت منها لأرى ملامحها بشكل أوضح، لفت انتباهي ابتسامتها التي تشرق قبل أن تفتح عينيها، فاستغربت الأمر لأنني أستفيق بنفس الطريقة أفتح ابتسامة لاستقبال النهار أيا كان لونه قبل أن أفتح عيناي، ثم بعدها فتحت تلك الفتاة عينيها، فزاد ذهولي أكثر نظرنا إلي بعضنا وكأننا ننظر في مرآة الزمن، غير طريقة الاستيقاظ ولون البشرة الخمري، غير السمار الذي نشترك فيه ولون الشعر، فتحت تلك العينان اللوزيتان المتسعتان فوجدت فيهما نفسي، ذلك البريق الخادع الذي يأسر، ما هو في الحقيقة إلا دمعة عالقة من قسوة الزمن، لن يستطيع قراءتها سواي لأنني أمتلك توأمها، نظرنا إلى بعضنا لحظات، وكلانا سكت عندها الكلام، فقدنا لغة النطق في صدفة غريبة جمعتني بنسختي، حاولنا أن ننطق عدة مرات وسكتنا، فأشارت إلي بعينيها بسؤال بصري يعني: ماذا في الحقيبة، فوجدتني أخرج بيدي معجونا للأسنان بتلقائية وأمده لها، مدت هي كذلك يديها إلى حقيبتها الصغيرة اللامعة بجانب الوسادة فتحتها لتخرج النقود فوقعت منها علبة السجائر !!! 
نعم وقعت السجائر على الأرض ووقعت عليها عيناي، فرفعت عيناي أحتار أين أضع نظري بعدها، وكأن المشهد اكتمل، من قصة كنتُ ألملمها من مظهر الفتاة وواقعها، أخرجت الشابة يدها من حقيبتها الممتلئة بالنقود، مدت إلي أكثر مما يستحق ثمن معجون الأسنان ذاك، حتى أنها لم تسألني عن ثمنه، فهمت أكثر، كان واضحا أنها ممن ينامون نهارا يستفيقون ليلا، حتى أنها لازلت بملابس ليلة مضت، كل ما يحيط بها كان دليلا على ذلك، كلتانا كنا بائعتان متجولتان، هي كانت تبيع جسدها ليلا، وأنا كنت أبيع أحلامي نهارا وأبيع الأوهام للجميع ...
لا عجب إذن في هذا التشابه، فبيع الجسد وبيع الأحلام لهما نفس القسوة على النفس، فأنا منذ الطفولة الكل يتوقع لي الأفضل، ويتوسمون في مستقبلي خير، من جدي وأمي للمدرسين، الكل تنبأ بنابغة ومهنة أفضل، لكن يومها وقعت تنبؤاتهم في فخ الظروف، فخابت الظنون، أما  فتاتنا هذه اختارت الطريق الأصعب والأشد إيلاما، فتلك الرهافة التي تحملها بعينيها وجدتُ بها نفسي ومن تملك تلك النظرة يصعب عليها بيع قلبها فكيف بجسدها كاملا، أنا لم أستطيع أن أفكر حتى في الاشمئزاز، فأنا أعلم جيدا ماذا يعني مسؤولية أسرة كاملة برقبة فتاة وحدها، كان بيتها خاليا من كلمة أب، أما بيتنا كان به أب وخاليا من الأبوة ! فقرأتها السلام ناوية الذهاب، ففاجأتني بسؤال: لماذا لم تعطني كل المنتجات لأختار؟ لما اخترتِ بالضبط معجون أسنان؟ 
كان جوابي: كنت أتأملك  قبل أن تفتحي عينيك، فوجدتك غير مزينة بمساحيق ولا حتى أثرا لأحمر شفاه، وكنتِ لا تزالين بملابس ليلة الأمس ولم أشم بغرفتكم رائحة عطر، لكن كان أهم شيء تستعملينه هو الابتسامة فكانت أسنانك شديدة البياض فعلمت أنك مثلي تماما، من الذين يركزون على بياض ابتسامتهم ليمسحوا بها سوداوية الحياة ...!

واليوم بعد مرور أربعة عشر سنة عن حدوث تلك القصة لازلت أتذكر ملامح تلك الفتاة وأتساءل: لما استعملتني أمها لترسل رسالة قاسية لابنتها !!؟ رسالة أنه مهما كانت الصعوبة هناك حلول أخرى غير بيع الأجساد ! مع أنه كان بإمكانها النصح مباشرة فلا أظن تلك المتمزقة البريئة كانت تستمتع بما تفعل !!!



الجمعة، 1 يونيو 2012

أحيانا تكون أمانينا بسيطة جدا .. وأحلامنا أصغر من أن يراها الآخرون .. ونرضى بالقليل كيفما كان !
ومع ذلك نُحْرَم الابتسامة وطريق السعادة يبدوا بعيدا وشاقا ...
أتُراها بساطتنا باتت عائقا  وسلاسة طموحاتنا الغير عالية صارت ذُلاً شائكا ..
وهل علينا أن تخالطنا الصعوبة ونصبح أبطالا للمستحيل حتى يعلم الآخر قيمتنا!!!


الخميس، 31 مايو 2012

إلى الوفيان ورقتي وقلمي..

هناك أوقات يطول فيها الحديث مع النفس وتجد القلم أبلغ تعبيرا من اللسان والورقة أقرب رفيق من الإنسان ... 
فعلى الأقل قلمي وفي عز انفعاله لن توقفه دمعة متسللة تعلن العصيان كما تسكت فينا الشفاه...
والورقة مهما حملت من أثقال حزني لن تتدمر ولن تشكوا ولن تؤول كلماتي إلى غير مقصدها ولن ترميني بتعليق جليدي يضيف حزنا إلى حزني...
فعندما ينشغل الجميع والمضحك أنهم دائما ينشغلون وقت حاجتنا إليهم  !! يؤكد القلم والورقة وفاءهما المتجدد !!




هناك أوقات يطول فيها الحديث مع النفس وتجد القلم أبلغ تعبيرا من اللسان والورقة أقرب رفيقا من الإنسان ... 
فعلى الأقل قلمي وفي عز انفعاله لن توقفه دمعة متسللة تعلن العصيان كما تسكت فينا الشفاه...
والورقة مهما حملت من أثقال حزني لن تتدمر ولن تشكوا ولن تؤول كلماتي إلى غير مقصدها ولن ترميني بتعليق جليدي يضيف حزنا إلى حزني وأهم شيء لن تهزأ  من مشاعري ولن تسخفها...
فعندما ينشغل الجميع والمضحك أنهم دائما ينشغلون وقت حاجتنا إليهم  !! يؤكد القلم والورقة وفاءهما المتجدد !!
لذلك هما الاثنان اللذان أضمن عدم رحيلي عنهما إلا عندما ترحل عني الروح...



الأحد، 27 مايو 2012

ومن العشق ما قتل!!


ويداه تتقاطران دما بل عطرا

أخرج من جيبه  قرارا
بل خطابا عشقيا 
مكتوبا بـأحمر الشفاه

فصاحبنا يعشق فلانة
وفلانة لديها جيل من الأبناء
بما فيهم حاء وحاء وحاء
ودال توأم  وجيم مسلوبة
وغيرها كثيرون من الأبناء

ولأن النبوءة لا تكذب
عاشقنا كان أناني البناء
كيف له أن يتشارك فلانة
مع من يراهم في عرفه أعداء؟

فكان ذاك الخطاب الأحمر
مع ابتسامة ملائكية
ولا تستغربوا!!!
فالشيطان كان ملاكا قبل أن ينزل من السماء
وكل من وصله الخطاب 
احمرت وجنتاه تأثرا
أو خجلا أو احتراما 
لا مستحيل أن تكون تلك دماء!!

هكذا هي رسائل العشاق
تُكتب النصوص رموزا
والردود بحبر سري 
فيُحتمل التفسير دهاءا أو غباءا كُلِّي






السبت، 26 مايو 2012

الياسمين الأحمر

كل يوم يُقطف شهيد 
كان في الموت حظه أوفــر 
كان في الأمس صمته شريف
كلامه اليوم جُرم أكبر
البارحة صوَّتوا لغـدار
غدار يصوت اليوم لعزرائيل
عزرائيل يستنجد بالقهار
القهار لن يُتعِبَه ذليـل
والذليل اغتـرّ بوصفه مكار
نسي يوم الوعيد وأن فوقنا
عزيز  جبــار
وحيث العاصي جرى البارحة ماء
سقى الأرض لتنبث أخضر
اليوم تجري به دمـــاء
تسقي الناس لتثمر أحمر 
في درعا، وحمص وحماة
التقتيل صار مباح
وتقول شعبي بصوت صداح
يا أسدا يهوى النباح!!









السبت، 12 مايو 2012

ستسألني ربما من أكون؟

أنا العادية جدا 
لستُ الأجمل ولا الأقوى ولا الأذكى ولا الأفضل.... 

أنا من نَصّبَتْك على عرشها قبل أن تولد بالذاكرة اسما وشكلا 
بعد قرون الرفض الخاليات من كلمة "نعم" للطالبين والراغبين والـمتمنّين

أنا الأمانة التي احتفظتُ لك بها عندي 
حتى لا أكون مستهلكَة ولا مُجَرَّبَة ولا عَيِّنَة لغيرك من المارِّين

ظننتني سأعرفك قبل أن ألقاك وسأحسك قبل أن تتكلم
ظننتُ وما خاب بيَ الظن

لكل ذاك أستحق جلدك لي بالصمت.. فكم كنتُ طفلة إلى اليوم!!!!

أنا العالية عن الرغبات .. المكتفية بالموجودات
القنوعة بالبسيطات ...

أنا التي أحلامها لا تقربُ قصور ولا عفويتها معك بقصور 
أنا التي كبَُرتْ ولا تكبََّرت 
أَدْلَت بالدلائل ولا تدلّلت 
أثرت ولا آثرت
ترفعك بدرا .. تُشهِرُكَ بحرا
تراك فجرا وتبادلها هجرا

وظللتَ عندها كل التمني
هل بعد هذا ستسألني؟؟


صورة
لا تسألني ولا تبحث بين زواياي عن كُـنْـهي

فالواضح شرحه مفـضح 
والبادي هو بـحكم العادي

وهذا جلّ ما يميزني عن غيري
وهنا يكـمـن كلّ اختلافي

خارجة عن فِـئَـة الاستنساخ
فأنا لستُ إلاّ نفسي .....

فهل علي أن أسكن قمة جبل
أو إجباري أن يكون ماضيَ ملطخ كغيري بالوحل

وهل مُـحَتـّم أن أكون أسيرة خلف القلاع
وبيني وبينك مساحات ومسافات
وجيش من الرعـاع

هل تستكثرُ على نفسك حكاية خالية من العيب؟
وتسألني باحثا فِـيَ عن الصعب؟


صورة
.........

الأربعاء، 2 مايو 2012

 أنــا الســــبــــب ...

عندما نتحدث عن مشاكل بلداننا، عن التدهور الذي تعيشه مجتمعاتنا غالبا ما نلوم الحاكم، الحكومة، القوانين، الدول الآخرى ..... إلخ
فالحاكم ظالم، متسلط، يستنزف خيرات البلد، خائن، مستبد بالسلطة..... إلخ
والحكومة متكاسلة، متهاونة، تفضل المصالح الخاصة للنواب والوزراء على مصالح الشعوب، حكومة بدون مخططات ولا أهداف لا على المدى القريب ولا البعيد ....إلخ
أما القوانين فهي ظالمة، مجحفة، غير عادلة، قوانين فارغة من مصالح الشعوب، قوانين طاغية.....
 

الأغرب في الأمر أن لا أحد منا أبدا يتحدث عن نفسه ويقول:
أنا مواطن متهاون اتجاه بلدي، أنا مواطن كسول، أنا متخاذل، أنا لم أطور من نفسي شيئا لأخدم هذا البلد، أنا لم أتفوق في دراستي لأشرف هذا البلد، أنا لم أتخصص في شيء محدد لأميز بلدي، أنا لم أتقن عملي لأكون فخرا لبلدي ....

فالدولة، البلاد، الوطن، ليس فيه فقط الطريق الغير معبدة، المباني الآيلة للسقوط، ليس فيه فقط معتقلين مظلومين، ولا جوع فقط ولا فقر فقط ولا فساد سياسي واقتصادي لا غير ...
بل بلداننا لديها من النكسات ما يندى لها الجبين والسبب فيها المواطن نفسه وليس غيره ..
فيها غش ... من يقوم به؟؟ المواطن
فيها قلة الجودة في الإنتاج.. من يتحمل مسؤوليتها؟؟ صاحب المصنع، مراقب المصنع، العامل داخل المصنع الذي هو في النهاية مواطن
فيها أيضا تخريب الممتلكات العامة (مرافق عمومية، محطات الحافلات والحافلات، الحدائق، الملاعب) ... من يقوم بذلك؟؟ المواطن
تهاون العامل والموظف في تأدية عمله على أكمل وجه وكأنه بمجرد أن يضمن أجر العمل لا يعد لديه اهتمام بجودة العمل المطلوب منه فهو في كل الأحوال سيتقاضى نفس الأجر على ذلك العمل... وبالتالي هو تحصيل حاصل فما أهمية الجودة فيما يقدمه إن كان في كل الأحوال سيحصل على تلك الأجرة...
تخاذل التلميذ والطالب في التحصيل العلمي ... وسيتحدث هنا الجميع عن فساد التعليم والمقررات والمخططات التعليمية المتأخرة لكن لا أحد سيذكر أن حتى هذا القليل الذي تقدمه الدولة الأغلبية لا تريد الاستفادة منه وإلا كيف سنفسر ظهور نوابغ وعلماء ومخترعين ومتفوقين في اختصاصات تفخر بلداننا بهم مع أنهم تلقوا نفس التعليم في نفس البلدان.. وفي نفس الظروف؟؟؟؟
نقطة أخرى أود الإشارة إليها وهي لغة التضامن المفقودة بيننا كأفراد من نفس الشعب!! مع العلم أكثر شيء يحثنا عليه ديننا هو التآزر، التآخي، التضامن!!! لازلت لا أدري لماذا ننتظر دائما دور الدولة لماذا لا نحاول القيام ولو بالقليل من الجهد بما لدينا من قليل الإمكانيات لإنقاذ القليل المتبقي من كرامة الوجه.. إطعام بعض الجياع.. إلباس بعض الفقراء ولو من ملابسنا القديمة.. شراء بعض الكتب لمن يحتاج ونراه أقل منا ماديا.. أليست هذه هي الصَّدقَة المطالبين بها؟؟؟ دعونا من تلك الصدقة في يوم جمعة ونحن خارجين من مسجد حيث نتذكر أحيانا أن نسكت شخصا يمد يده جالسا بالزاوية!!!
أنا أتكلم عن الصدقة الحقيقية : وهي إعطاء حاجة إلى محتاج وقت حاجته الملحَة إليها (حسب رأيي المتواضع)
بعض من نقودنا التي نوفرها لأنفسنا لقضاء العطلة أو لشراء ملابس مناسبة خاصة (وطبعا لا أتحدث عن الطبقة البرجوازية) بل عن طبقتنا المتوسطة فقط أو الشبه متوسطة -التي ننتمي إليها نحن أغلبية الشعوب التي هي عند البعض طبقة فقيرة أيضا إنما هي أفضل من غيرها- حتى لا تكون المطالب تعجز الأغلبية

هذه الروح.. روح البناء.. روح تشييد احلامنا وتحويلها واقعا دون انتظار تغيير الحاكم، تغيير الحكومة، تغيير القوانين.. هذه الروح لا تحتاج سوى تغيير العقلية التي يتآكلها الصدأ .. وصنع الكثير من القليل الذي لدينا لأنه ليس بمستحيل

وصدقوني حتى لو تغير الحاكم والحكومة والقانون.. إن بقيت هذه العقلية القديمة.. عقلية الاتّكالية .. تأجيل الفعل والاكتفاء بالقول وتسطير الأحلام... إن ظللنا هكذا سوف لن يفيدنا حتى بعث سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فينا من جديد رغم عدله، لأن في عهد عمر كانت هناك أمة يشغلها الإيمان ونصرة الإسلام، أي أمة لديها هدف وتستميت لتحقيق ذاك الهدف، لأن الحاكم الجيد يلزمه أيضا شعب متفتح يريد ويرغب ويعمل ويجدّ ويعطي كثيرا لبلده قبل أن يطالب بحقوقه ليتنا نتذكر أن لدينا واجبات !!!! ويا حبذا لو نبدأ من أنفسنا دائما قبل لوم الغير لأن ما نحن فيه منذ سنوات نحن من صنعناه.... فنحن من انتخبنا الرئيس وصنعنا من الحاكم طاغية بكثرة السكوت.. نحن انتخبنا الحكومات ومنا الكثير من قبل بالرشوة من أجل التصويت.. ومنا من رفض التصويت وكأن السكوت سيغير كل شيء.. ومنا من شغل منصبا بوساطة .. وأخذ وظيفة كان غيره أحق بها منه.. ومنا من تنازل وقت اللاتنازل .. ومنا من حصل على نتيجة متفوقة في امتحان لمجرد أن لديه من الأقارب من مارس سلطته على الآخرين ... ومنا من اكتفى بما لديه في حين أن له كل القدرة بأن يتقدم أكثر في تعليمه في عمله في حياته في تقديم خدماته لوطنه...

إن اعترفنا ولو مرة أننا .. أنت وأنا وهو ... السبب يمكن حينئذ أن نأمل في شيء اسمه التغيير !!!

الجمعة، 27 أبريل 2012

أحيانا يكون علينا التجوّل بدون خريطة في ذاكرتنا المهجورة ... يدا بيد مع الغربة وسط الازدحام.... 





الأربعاء، 25 أبريل 2012

أتساءل أحيانا متى تهجرنا الحيرة وتستقر أرواحنا وتهدأ أمواجنا .. متى سنُوقّع تلك الاتفاقية المؤجلة.. اتفاقية السلام مع أنفسنا!!!!






الجمعة، 20 أبريل 2012

السهولة تجعل الإنسان مرتاحا لكن الصعوبة من تصنع إنسانا قويا .....
فلو أني لم أتسلق مصاعب نفسي لما علمت نقاط قوتها .....

ولو أني وجدت مبتغاي في السفح لما نلت شرف التطلع إلى القمة .....


بين السكون وأنا كلام كثير

لا يقال ولا يكتب ....

ولا يحتمل معنيين

فالحروف أحيانا لا تكفي ...

ولا رخامة الصوت تفلح في إيصال الفهم..!!!


سأجدني ..... 
لأني قادرة على صنع نفسي من بقاياي 
وشتاتي لابد له يوما من أن يتماسك 
وإذا التصق بعضي ببعضه وكل أجزائي 
سأكون أنا من جديد 

وسأجدُني ......
كم هو جميل أن ألتقي وأنا مرة أخرى !!!!


سنمشي سوياً يا قدري إلى أن تتعب أنتَ مني ... أما أنا فلا أنوي التأفف منك إلى أن أرى الحكمة من كثرة وقوعي وانكساري وخذلاني ... وسأرضَاكَ يا قدري بابتسامة ... وسأؤمن بِـشَرِّك حتى يأتيني خيرك .... ألم أقل لكَ أني لا أنوي الاستسلام !!!! قدرك يا قدري أن هذا طبعي ولا أستطيع التطبع بغيره......



عندما يرحل الأمان مصطحبا معه ما تبقى فينا من راحة واطمئنان ... سترحل أُمنياتنا الصغيرة مُجْبرة مع كل أحلامنا البريئة وتوقعاتنا البسيطة... وسأجُركِ يا نفسي لنكون وحدنا نتقاسم اللوم والحيرة وبعض الدموع ... إلى أن تظهر لنا قوة احتياطية فالأساسية اندثرت منذ أزمان.............



نضحك فرحا، نضحك سخرية من قسوة القدر، نضحك استهزاءا من النتائج، ثم نضحك انتظارا لغد أفضل.... كلها ضحكات لا يعلم أسبابها سوانا ... ولا أحد يتذوق نكهتها إن كانت مُرّة أو حلوة غيرنا .... وإن كانت حركة الشفاه واحدة ... فالمعاني تختلف......


السبت، 31 مارس 2012

إن زماننا لا ينقصه قمر .. ولا بحر .. ولا شجر حتى يكون كسابقه زمناً جميلا ... فقط يفتقد قلوباً خاليةً من فوضى التكلف والعناد والكِــبْـــر ....




السبت، 24 مارس 2012

إلى الحـاكــم أدنــاه ......


إلى الحاكم أدناه ......

من الشعب المجيد أعلاه......


يشرفنا وما عاد شرفكم يعنينا
ويسعدنا وما السعد بيدكم بل بأيدينا
أن نكتب آخر رسالة 
وما هي بطلب ......
ولا شكاية ......
ولا رجاء ......
ولا تمني ......


فما عاد أكبر همنا
قطرة ماء ......
ولا قطعة رغيف ......


وما بات ولاءنا
لمستبد ......
أو متسلط ......
 ولا ضعيف ......


وما عدنا حمقى نرضى بالقليل
أو بعض الكرامة كبقشيش ......


أيها الحاكم رسالة هي من سيدك الشعب النظيف
ولّت تلك السنين حيث أبحتم لنا الذل ...
واستبحتم لأنفسكم الطغيان ...
واستفحل بيننا الرضا بالحرمان ...
وكان أكثر رجاءنا منكم ...
أن تأمروا أنتم ...
ونظهر نحن الامتنان لكم  والعرفان ...


مضت رغباتكم
التي سطرتموها لنا قوانين ...
وهلوساتكم التي كنا نُتْبِعُها نحن بآمين ...
ودساتيركم التي اعتبرتموها قرآنا مبين ...


ولّت وولّى هو عهدكم
واستفقنا مبكرا من مخدّر التسويف ...
واختزلنا مائتي عام آتية من الوعود ...
وطوابير النسبية ...
والمحسوبية ...
والرّجعية ...
في التشييد والإنشاء والتكييف ...


انتهى زمنكم
وانتهت صلاحية الإمضاء ...
والقرار والتكليف ...


إلى الحاكم أدناه ......

نعلمكم أننا اختصرنا كل الفصول في ربيع
مهما كان خريفكم شحيح ...
وشتاءكم صقيع ...
وصيفكم مجحفا ووضيع ...
ومهما حصدتم من أرواح ...
فلقد انتزعت صرخة الشهيد ...
حـــــق الربــيــع






(إهداء للشعوب العربية من تونس لسوريا مرورا بمصر واليمن وليبيا )