الأحد، 14 أغسطس 2011

غربي الهيأة شرقي الطباع


أقبل وهو يمشي الخيلاء
ليعرفني على شخصه الكريم
بلطافة الحس
وعذوبة الكلمات
بنبرات الادعاء
وكامل التهذيب
والغزل منه كان بسخاء
فتبسم وأرخى رأسه
متكأ على كرسيه أمامي
فلم أعرف لما تذكرت حينها
عرش شهريار
والجواري والراقصات
فتمنيت أن أُجْلِسه بدل الألف ليلة عشرين ألفا
حتى يزيل من باله
مناورته وكل أساليب المراوغات

ونطق أخيرا بعد استعراض أناقته
ولياقته
ومختلف أسرار رجولته
وقال....

تعجبني المرأة
ويعجبني كل ما قاله عنها نزار
يهمني دلالها
مشيتها
عيونها
شعرها وهو يتميايل على كتفها
وأتفق مع كل المتحررين أن لها حق الاختيار

فتذكرت كلمات الذئب لليلى قبل افتراسها بالجوار
ووعود رئيس في انتخابات ليوقع أكبر عدد من الأنصار
فالسياسي ومدعي العشق
لهما نفس اللغة
وطبعا قبل الانتصار

تأملت تعابير وجهه فأردف قائلا
مثقف أنا ومتفتح
ويسعدني النقاش
بحضور ملكتي أمامي
عن الأورانيوم وعن السلاح
وكل قضايا العنف
وعن العلم
والطاقة
وعن الإرهاب وعن الكفاح

مستعد لأكون لكِ محاورا
ومرافقا
ومحبا
وعاشقا
وقبل كل شيء متفهما
أنك أنثى

والأنثى في نظري
تملك غير الشفاه لسانا
وقبل القلب عقلا
وقبل الإحساس فكرا

وأن حقيبتك فيها
غير قلم العيون
ومحدد الشفاه
والعطر
أوراق ورأي وقلم حبر

أعلم سيدتي أنك
غير كل الإيناث
وأنك نِدُّ لجميع الذكور

أن هالتك قيادية
وأن لغتك عربية
ورقتك أنوثية
وفي الأول والآخر
امرأة شرقية

فقلت في نفسي أصبتَ سيدي
فأنا لم أنسى يوما رغم مبادئي الغربية
أنني شرقية الطباع
وأن الماثل أمامي
غربي المظهر شرقي في انفعالاته حتى النخاع

قرأت ابتسامته الماكرة
ثم استرسل يقول
أما وأنك رأيتي مني ما رأيتي
وأخذتي عني فكرة واستقيتي
ما رأيك في صحبتي
على ضوء الشموع
وضوء القمر
لأسمعك من شعري وأغرقك في بحري
وأرويك من ظمئي
أدعوكي لتكوني في مجلسي
سيدة على قلبي وعلى عرشي
سيدة عمري أنتِ
فأنا عاشقك وأنتِ فاتنتي

فأجبت برهافة الأنثى وعزيمة الأفعى
سيدي أنا شرقية معقدة
وأنت غربي مقنَّع
أعني متفتح
رغم فستاني الملون وكعب حذائي العالي
ولون شفاهي الأحمر
لا زلت أفكر مثل جدتي
وأؤمن بحياء عمتي
بقوة أبي ورعونة أخي
وحصانة أفراد عائلتي
لازلت مقيدة بطواعية
بالتقاليد والعادات
مستمتعة بديني وعقيدتي
وكل ما في مجتمعي من معتقدات
أؤمن بأن حريتي في قيودي
بأن القلاع تهدمت
لكن الأمان مسيطر بداخلي رغم بعض القناعات
في أن المرأة منقسمة بين الحقيقة والمختلقات

أما عن ليلتك الرومانسية في المساء
لن أستغرب إذا ما استفقتَ منها بالصباح
ناسيا كل شعاراتك
ومتذكرا فقط أنك رجل
وأن الرجال قوامون على النساء



بقلمي Vie Rose

هناك تعليق واحد:

  1. هي من خواطري القديمة كنت قد نشرتها مسبقا في المنتدى تحت اسم ّساحرة عن جدّ

    ردحذف